الخاتمه والعقل الباطن

يتحكم العقل الباطن بالإنسان ويقوده في الظروف الإستثنائية ، بل ويبقى المتحدث الرسـمي والناطق الفعلي في تلك الظروف .

فربما تقصد مكان عملك في الصباح البـاكر فيسرح خيالـك في همـوم الدنـيا وعقلك الباطن يقودك الإشارة الضـوئية تلو الإشارة ، والطريق تلو الطريق ، ثم تتفاجأ وأنت تقف عن مكان عملك بإذن الله وحفظه.

عقلك الباطن هذا ، مع تأثيره المبـاشر في حياتك ، فأنت المسؤول الأول عن تطويره وإشبـاعه ونمائه ، فكما أن الذكاء والغباء دافعين لهما اعتمادهما على تطوير الشخص نفسه وتدريبها فكذلك العقل الباطن كذلك.

وإذا ربطنا كل كلامنا الآنف الذكر بأحد الأفعال التلقائية عند الإنسان وهي ما يتلفظه فجأة بدون تفكير ، وجدنا الفاعلية الكبرى في أهمية الاهتمام بالعقل الباطن.

مثال ذلك /

يجلس شخص بانتظـار معاملة أو بانتظار موعد صحي أو عملي ، فيرتنم بأغنيـة يحبها ـ هكذا بصورة تلقائية ـ ثم قد يلفت انتباه الموجودين فيخفض من صوته وربما يصمت حياءا !.

وقد يكون ما تلفظه : آيات من القرآن استوطنت شغاف قلبه وأعماق روحه.

ربما هذا الأمر يستدرك من قبل صاحبه ..

لكن .. في حالة الاحتضار وسكرات الموت .. وحينما يصـمت العقل واللسـان الظاهريْـن ..

فما الذي يتلفظه المرء في تلك اللحظـات؟

وما الذي يفصح عنه فؤاده ؟؟

وهو أحوج ما يكون لكلمات تختم له بالحسنى..

إن كان قد اعتاد سماع أحلى الكلام ـ كلام الله ـ فيا بشراه ويا سعداه ..

وإن كان عقله الباطن قد أُشرب نغمات الموسيقى ومزامير الشيطان فقد تجرع السم الذي ظهر تأثيره ..